بعد داعش: مسلمون الرقة يصومون رمضان ايمانا وليس خوفا

للمرة الأولى منذ سنوات، يحل شهر رمضان على سكان الرقة وهم أحرار في أن يصوموا أو لا يصوموا، حيث كانت الرقة لثلاث سنوات عاصمة الخلافة الداعشية. خلال تلك السنوات الثلاثة، عانى أهالي الرقة الكثير من الآلام والمعاناة، ولهذا يشعرون الآن بسعادة كبيرة لغياب راية وحكم منظمة داعش المتطرفة عن مدينتهم. وقال مالك مخبز”بالرغم من الدمار والفوضى في البلد، فإن الناس سعداء الآن، مقارنة بسني العذاب التي أمضيناها. إن الأمر يشبه الاستيقاظ من حلم مزعج”.

و لكن رغم القضاء على داعش وتحرير الرقة في شهر تشرين الأول الماضي فأن المعارك التي جرت بين مسلحي داعش وقوات سوريا الديمقراطية، ألحقت الكثير من الأضرار بممتلكات سكان المدينة. و قد عاد خلال الأشهر الستة الأخيرة آلاف من المواطنين إلى ديارهم، لكنهم مازالوا يعيشون ظروفاً صعبة.

وافاد أحد سكان الرقة “الأسعار مرتفعة جداً، وليس هناك عمل. أبنائي وأولادي يخرجون إلى الشوارع والأسواق ليعودوا بألف وخمسمئة ليرة سورية نعيش عليها. وهذا المبلغ أقل من سعر كيلوغرام من الطماطة وأقل من سعر كيلوغرام من الخيار وأقل من سعر حبتي فلفل بستمئة ليرة”. مع ذلك فإن رمضان هذا العام مختلف عن رمضان السنوات الأخيرة. وهناك عدد كبير من سكان المدينة صائمون من منطلق إيمانهم بالدين وليس من منطلق الخوف من داعش وعقوباته التي فرضها في الرمضانات الثلاثة الماضية