كان داعش في بداية انتشاره يمتلك قوّةً استثنائيّة مكّنته من الاستيلاء على مناطق كثيرة في البلدان الّتي دخل إليها بقوّة السّلاح والاستفزاز. فقد فرض داعش نفسه كتنظيم مستبّد وكطاغية لا تركّز هدفها إلّا على تسجيل رصيد هائل من الانتصارات في مجالات مختلفة: عسكريّة، أمنيّة، اقتصاديّة، ماليّة وغيرها.
في البداية، ظنّ داعش أنّه يسير في الطّريق الصّحيح وأنّه يحقّق كلّ الأهداف الّتي وضعها لمسيرته الإرهابيّة المتشدّدة، وعمد التّنظيم إلى السيطرة على مناطق عدة بانيًا معاقل مختلفة سمحت له بتجنيد وتدريب أعداد هائلة من العناصر الّذين اقتنعوا بفكره وبايعوه بغية التنعّم بأرباح ماليّة قد تساهم في تحسين أوضاعهم المعيشيّة المزرية.
ولكن سرعان ما خسر داعش شعبيّته هذه، إذ نجحت القوّات والأجهزة الأمنية في استعادة السيطرة على المناطق الّتي كان يسيطر التنظيم الإرهابي عليها، كما أنّ الخلايا النائمة التابعة له بدأت بالتراجع خوفًا من الوقوع بين أيدي السلطات. وهكذا، بات داعش عاجزًا عن تنفيذ أي نشاط مسلّح أو هجوم إرهابيّ يستهدف القوات المحلية.
وفي هذا السّياق، أفادت تقارير إستخباراتية أنّ داعش يمرّ بأزمة قادة، إذ إنّه بات يخسر قادته الّذين تميّزهم كاريزما استثنائيّة لاستمالة الشباب، ويخسر الجهاديين الّذين يحظون بشعبيّة لدى الشباب. وحدث ذلك بعد مقتل بعض القادة وهروب بعضهم الآخر وانقطاع التواصل مع زعماء التنظيم.
إنّ النجاحات والانتصارات العديدة الّتي سجلّها داعش في رصيده في بداية انتشاره تحوّلت إلى هزائم وخسائر طبعت مسيرته الّتي حانت ساعة انتهائها بفضل الجهود اللّامتناهية الّتي تبذلها أجهزة الدّول المختلفة وبفضل التعاون الدائم بينها وبين المواطنين.