داعش: قاتل الفنّ والحضارات

لقد امتهن داعش أشنع الممارسات وأبشعها، وكان على رأسها عمليّات القتل والذبح والخطف وغيرها من الممارسات الإجراميّة ضدّ الجنس البشريّ. لقد أصبح داعش عدوّ الإنسان والأرض. ولكنّه لم يكتفِ بذلك، فداعش المجرم راح يوسّع نطاق أعماله وممارساته لتشمل البشر والأرض والحضارة والثقافة والفن لدرجة أنّه بات يُعرف بـ”قاتل الفن والحضارات”. لقد لُقِّبَ داعش بمُدمّر الإرث التاريخي، نظرًا لما نشره هذا التنظيم من صور وفيديوهات على كافّة وسائل التواصل الاجتماعي، تُظهر فيها العناصر حربها الضروس على المتاحف والمعابد. لقد وجد عناصر داعش لذّةً في تدمير مهد الحضارات، معتبرين أنّ الآثار أصنامٌ تُخالف الدين وتعاليمه.

يستغرق داعش أيّامًا وليالٍ وأحيانًا شهورًا لتدمير معبد أو معلم أثري ما. فداعش يقوم بالحصار وتنظيم المتفجرات والحفريات حول المعبد، للتأكد من إحكام نطاق المتفجرات حوله ليتمّ تدميره بشكل كامل. حتّى الآن، لم يستطع أحد الجزم بالمكاسب المادية التي يحققها داعش من تدمير المعابد والمتاحف الأثرية، إلا أنّ الصور التي تم التقاطها بالأقمار الصناعية وأقوال أفراد التنظيم أنفسهم توضح عمليات سلب موسعة من قِبل أفراد التنظيم لأقدم المتاحف في العالم، قبل أن يتم تدمير الموقع بأكمله.

ففي أحد مقاطع الفيديو الّتي نشرها التّنظيم على صفحاتٍ مختلفة من فيسبوك، يظهر أحد العناصر وهو يقول إنّ الأصنام يجب أن تُدمّر، حتى لو تساوي بلايين الدولارات عند العالم، فهذه الأصنام لم تكن موجودة في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. كما أنّ بعضهم الآخر يظهر في الفيديوهات والصور وهو يقوم بانتقاء بعض الآثارات الّتي قد تكون مصدر تمويلٍ لهم فيبيعونها في السّوق السوداء ويكسبون مالًا جمًّا مقابلها.