داعش يخسر معاقله الّتي أسّسها في العالم الافتراضيّ

لقد سيطر التنظيم الإرهابي داعش على أعدادٍ كبيرة من الأراضي والمناطق الّتي أسّس فيها معاقله وجنّد عناصره ودرّبهم على خوض الحروب والمعارك وتثبيت هدفهم على خدمة أجندة التّنظيم القائمة على الكراهية والدمار والقتل والنهب والسلب والتزوير والاستغلال. كثيرةٌ هي الصفات السلبيّة الّتي يمكن نسبها لهذا التّنظيم المتشدد والمجرم الّذي لا يعرف حدودًا، ومهما قيل في هذا التنظيم، تبقى الكلمات عاجزة عن تبرير أعماله وكذلك يعجز عقل الإنسان عن فهم هذا التنظيم وإيديولوجيّته.

لم تنتهِ حدود داعش عند الانتشار الجغرافي في شمال أفريقيا  والشرق الاوسط، بل وسّع داعش نطاق انتشاره ليطال العالم الافتراضي الّذي سيمكّنه من نشر اييولوجيّته على نطاق أوسع وبسرعة أكبر. فقد اقتحم داعش مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وأسس معاقل افتراضية له ضمّ إليها مستخدمي الانترنت من فئة الشباب الّذين تسيّرهم نزعة القوة لتحقيق الذّات. لقد كانت هذه الفئة أرضًا خصبة ليحقق التنظيم الإرهابيّ المتشدّد أهدافه الرامية إلى توسيع نطاق عمله وانتشاره ونشاطاته.

ولكن، على الرّغم من كلّ تلك المحاولات والاستراتيجيّات الداعشيّة المختلفة، تمكّن التحالف العالمي لهزيمة داعش من طرد الإرهابيين من جميع الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في وقت ما. لقد حلّت الهزيمة بتنظيم داعش ليس فقط على الأرض ولكن أيضًا على شبكة الإنترنت. فبفضل الإجراءات القويّة التي اتخذتها الشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا، لم يعد المتطرفون يتمتعون بالحرية في بث رسائلهم العنيفة على وسائل التواصل الاجتماعي. وكان لعامة الناس أيضًا دورٌ في إيقاف آلة الدعاية لتنظيم داعش، إذ تعلّموا كيفية الإبلاغ عن خطاب الكراهية الذي يبثّه التنظيم.