داعش يصل إلى طريق مسدود في سوريا

لقد مارس التنظيم الإرهابي داعش الكثير من الجرائم الفظيعة بحقّ المدنيين في الدّول الّتي سيطر عليها واحتلّها، فقتل وذبح واغتصب ودمّر وسلب ونهب. كما أنّ داعش لم يعرف يومًا حدودًا له ولم يضع يومًا حدًّا لتصرّفاته وجرمه واستبداده. ومع تفاقم حدّة شرّه المستشري في سوريا، بدأت الحملات الشعبيّة وكذلك الحملات الأمنيّة والعسكريّة تُنظَّم ضدَّه حتّى بات هذا التّنظيم الإرهابيّ المتشدّد والمتطرّف يلفظ أنفاسه الأخيرة وسط المعارك الّتي تُشنّ ضدّه من كلّ جانبٍ ووسط الرّفض الشعبيّ الّذي يطالب بطرده من البلاد ومحوه عن الوجود.

وفي ساعاته الأخيرة، يعمد التنظيم داعش إلى تصعيد عمليّاته الأمنيّة والعسكريّة في أكثر من منطقة كأسلوب ضغط من قبل هذه الجماعة الإرهابية على الدولة والشّعب لإيقاف الهجمات ضدّ التنظيم والجماعات الإرهابيّة التابعة له، وبالتالي معاقبة الدول التي تركتها وحدها في مهبّ الرياح لتتلقى مصيرها المحتوم: الموت والزوال.

ولكنّ المحلّلين والباحثين في مواضيع الإرهاب ومكافحة داعش في سوريا يؤكّدون أنّ محاولات داعش لن تغيّر في الواقع شيئًا وأنّ المصير المحتوم لهذه الجماعة هو الزوال وأنه يجب أن تصاحب خطوة زوال داعش عمليّة مسح وإزالة للأفكار المتطرّفة والشاذة والخاطئة التي بثّها التّنظيم وبخاصة في المناطق التي كان يحتلّها في إطار سياسة تربويّة دينيّة مضلّلة بعيدًا عن التعاليم الدينيّة الإسلاميّة الحقيقيّة، هذه السياسة الّتي يروّج من خلالها العناصر للفكر المتطرّف القائم على قتل الآخر ورفضه ونبذه وتدميره.

لقد وصل التّنظيم إلى طريق مسدود، على الرّغم من المحاولات العديدة الّتي يقوم بها والاستراتيجيّات الّتي يلجأ إليها للبقاء على قيد الحياة. لقد أصبح داعش غير قادر على انتشال نفسه من الركام الّذي وقع فيه بفعل نجاح الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة والاستخباراتيّة في السيطرة عليه وتدميره وسلبه معاقله الّتي بناها في سوريا إضافةً إلى قتل عناصره.