بعد أقلّ من سنتين من الهزيمة الساحقة الّتي مُني بها داعش في الباغوز، البلدة الّتي شكّلت آخر معاقله على ضفاف الفرات في ريف دير الزور شرق سوريا، يعود هذا التنظيم إلى الواجهة في سوريا، وتحديدًا في البادية السورية الّتي تشهد منذ أسابيع تصاعدًا لافتًا للهجمات الّتي يشنّها داعش، ضدّ قوّات النظام وحلفائه.
وبالإضافة إلى هجمات الكر والفر الّتي يقوم بها التنظيم ضدّ قوّات النظام وحلفائه في البادية، تقوم خلايا داعش أيضًا باغتيالات وعمليّات ترهيب وابتزاز في المناطق الممتدّة من شرق الفرات حتّى الحدود العراقيّة وهي مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» الّتي هُزم داعش على أيديها في الباغوز، بدعم أميركي، في مارس (آذار) 2019.
وفي هذا السّياق، تداولت الصّحف والمواقع الالكترونيّة خبر الهجوم الّذي تعرّضت له حافلة ركّاب من قبل مجموعات مسلّحة يُعتقد أنّها تابعة لتنظيم داعش، ما أسفر عن مقتل 28 شخصًا بينهم 8 مدنيين، و20 جنديًّا من قوّات النظام، وإصابة 9 آخرين بجروح. وأضافت مصادر أنّ الهجوم الإرهابي على الحافلة تمّ بالقرب من منطقة كباجب الواقعة على الطريق الدولي بين دير الزور وتدمر.
إلى ذلك، قالت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، إنّ داعش قد يعود إلى الظهور مجدّدًا في سوريا والعراق، وسلّطةً الضّوء على أنّ “فرنسا ترى أنّ التنظيم لا يزال موجودًا، حتى أنّه يمكن الحديث عن شكلٍ من أشكال عودة ظهوره في سوريا والعراق، فمنذ سقوط بلدة الباغوز في وادي الفرات، حيث كان المعقل الأخير للتنظيم، يمكن أن نلاحظ أن داعش تستعيد قوتها في سوريا”.