تحوّل مخيّم الهول شمال سوريا الّذي يضمّ أكثر من 74 ألف نسمة إلى أكبر تجمّعٍ للدّاعشيّات وأطفالهنّ مع إعلان قوات سوريا الديمقراطية عن القضاء النهائي على التنظيم المتطرّف والسيطرة على آخر جيوبه في بلدة الباغوز على الحدود السورية – العراقية أواخر آذار/مارس من العام الماضي. وبحسب تقديرات قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على مخيم الهول، هناك نحو 12 ألف عضو سابق في تنظيم داعش معتقلون في سجون ومخيمات يسيطر عليها الأكراد في شمال وجنوب سوريا.
وقد حذرت برلين من أنّ أطفال مقاتلي داعش الموجودين في هذا المخيّم هم «الجيل المقبل» من التنظيم الإرهابي، فقد تحوّل هذا المخيّم الخاضع لسيطرة الأكراد إلى “مدرسة خطيرة في الإرهاب”. كما أنّ “مستوى التطرّف لدى الأطفال والمراهقين في المخيم مرتفع جدًّا، ما يؤدّي إلى ازدياد نوبات العنف الجسدي واللفظي لدى فئة الأطفال.
والجدير ذكره أنّ أطفال داعش في مخيم الهول ينتمون لجنسيات مختلفة، وهم يعانون داخل المخيم من فقدان أبسط حقوقهم مثل التعليم. لذلك، قامت “قسد”، في أوائل الشّهر الحالي، بنقل قرابة 200 طفل من أطفال داعش الموجودين في مخيّم الهول شرقي الحسكة إلى مدرستين للتعليم الأساسي “حلقة أولى وحلقة ثانية” في قرية تل معروف بعد أن حولتهما إلى سجن للأطفال. وتهدف تلك القوات بالدرجة الأولى لإخراج الأطفال من المخيمات إلى تغير أسلوب تفكيرهم ومعتقداتهم الدينية المتشددة إلى حين إعادتهم إلى دولهم الأم.
ومن خلال هذه الخطوة، تكون السّلطات قد تفادت تنامي جيل داعش المقبل.