ارتكب تنظيم داعش الإرهابي عددًا كبيرًا من المجازر بحقّ المدنيّين في العراق، ومنها مجزرة “سبايكر” الّتي تبقى العمل الإجرامي الأبرز في تاريخ التنظيم المتطرف، كونه قتل قرابة 1700 شاب عراقي بدم بارد في عدة ساعات.
بعد مرور 6 سنوات على مجزرة سبايكر، تكّشفت حقائق جديدة بشأن الشخص الذي أعطى أوامر قتل هذا العدد الهائل من الأشخاص العزل في جريمة هزّت العراق. أثارت هذه الجريمة التي تعدّ إحدى أسوأ عمليات القتل الجماعية التي نفّذها مسلّحون موالون لتنظيم داعش سخطًا وغضبًا عارمين في العراق، ودفعت عشرات الآلاف من العراقيين إلى حمل السّلاح والقتال إلى جانب القوّات الأمنيّة، ضدّ التّنظيم المتطرف.
تحمل مجزرة سبايكر اسم قاعدة عسكرية قرب مدينة تكريت على بعد 160 كلم شمال بغداد، حيث أقدم مسلّحون من داعش على خطف المجنّدين في يونيو 2014، قبل إعدامهم الواحد تلو الآخر ورميهم في النهر أو دفنهم في مقابر جماعية.
ونشر الخبير الأمني والباحث في شؤون الجماعات المتشددة هشام الهاشمي تفاصيل تتعلق بالأشخاص الذين أعطوا أوامر القتل والسبب الذي دعاهم لذلك، مشيرًا إلى أنّها أخذت من اعترافات لقادة بارزين في التنظيم المتشدد يقبعون حاليًّا في السجون العراقية.
وفي أوائل أغسطس/ آب 2017، قضت محكمة الجنايات المركزية العراقية، بإعدام 27 مدانًا بالاشتراك في جريمة “مجزرة سبايكر”، فيما أفرجت عن 25 متهمًا آخر لعدم ثبوت الأدلة.
ومؤخّرًا، وردت اعترافات جديدة كشفت من كان خلف هذه المجزرة. إذ قال الخبير الأمني والباحث في شؤون الجماعات المتشددة هشام الهاشمي في تدوينة على صفحته في فيسبوك إنّه استجوب ثلاثة من قادة داعش المحكوم عليهم بالإعدام: مسؤول الهيئات والمناهج التعليمية في التنظيم أبو زيد العراقي، عبد الناصر قرداش، محمد علي ساجت، “عديل زعيم التنظيم السابق أبو بكر البغدادي وأمين سره وساعي بريد الخليفة”. وأدلى هؤلاء باعترافات ذات صلة بارتكاب هذه المجزرة العنيفة.