قبل عام، وتحديدًا في 23 مارس (آذار) 2019، أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة أميركيًّا هزيمة التنظيم إثر معارك استمرت بضعة أشهر، حوصر خلالها مقاتلوه من جنسيّات مختلفة من أوروبا ودول آسيوية وعربية، والآلاف من أفراد عائلاتهم في الباغوز، وهي بلدة صغيرة خطفت أنظار العالم تقع قرب الحدود العراقية في أقصى محافظة دير الزور.ففي هذه البلدة خاض مقاتلو تنظيم داعش الإرهابي آخر معاركهم دفاعًا عن «دولتهم»، وسط مخيم عشوائي مساحته بضعة كيلومترات مربعة.
وهكذا، بعد مرور عام على إعلان قوات سوريا الديمقراطية هزيمة داعش في آخر معاقله الباغوز بريف دير الزور، بدأت مرحلة جديدة لمكافحة داعش، إذ إنّ المؤشرات الموجودة تشير إلى استمرار خطر داعش مع تواجد أكثر من 19 ألف من معتقلي التّنظيم و19225 عائلة من عائلاتهم في المخيمات.
فعقب تحرير الباغوز آخر معاقل داعش، أكدت قوات سوريا الديمقراطية وكذلك الإعلام الكردي والعربي والغربي أنّ إعلان النصر على داعش عسكريًّا لا يعني نهايته أو انتهاء خطره، نظرًا لما خلّفه داعش من أفكار وأيديولوجية، وعائلات ومقاتلين محتجزين.
ولكنّه على الرّغم من إعلان هزيمة داعش، لم تتوقف العمليات لمكافحة خلايا داعش المنتشرة في المنطقة، وذلك لمنعه من تجميع قواه وشنّ الهجمات في المنطقة. فمنذ بدء المرحلة الجديدة في محاربة داعش في سوريا بعد تحرير الباغوز، أكّد القيادي في قوات مكافحة الإرهاب ضمن قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم حسن، أنّ قواتهم تمكنت خلال العام المنصرم ورغم الصعوبات، اعتقال أكثر من 137 داعشي، والقضاء على 40 مرتزق آخرين، عبر 83 عملية خاصة لمكافحة خلايا المرتزقة في المنطقة.
وأطلقت «قوات سوريا الديمقراطية»، العام الماضي، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن حملة لملاحقة عناصر التنظيم المتوارين الذين يشنّون اعتداءات وعمليات اغتيال خصوصًا في شرق دير الزور، ويتبنى التنظيم تنفيذها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كما تستهدف «قوات سوريا الديمقراطية» وبدعم من التحالف، «أوكار ومخابئ التنظيم» عن طريق الاعتقالات أو العمليات الميدانية أو عبر عمليات إنزال جوي.
وتجدر الإشارة إلى أنّه، خلال الأشهر الماضية، عاد نحو نصف سكان الباغوز ليعيشوا فيها وليبدأوا حياتهم من جديد في بلدتهم.