يتمّ احتجاز الآلاف من مقاتلي داعش الأجانب، الّذين جاء الكثير منهم من أوروبا للقتال مع التنظيم، في مخيم الهول. ويوجد حاليًّا أكثر من 10 آلاف عضو من داعش في سجون قوات سوريا الديمقراطية، بمن فيهم أعضاء أتوا من خارج سوريا.
لذلك دعا عبد الكريم عمر، الرئيس المشارك لإدارة العلاقات الخارجية في الإدارة المستقلة التي يقودها الأكراد في شمال سوريا، إلى دعم “عاجل” لاحتواء الأزمة في الهول. واقترح افتتاح مدارس لكلّ من نساء التنظيم في المخيم وللأطفال لمساعدتهم على التخلص من الأفكار المتطرفة. مضيفًا أنّ “مشكلة الإرهاب لا يمكن أن تنتهي أبدًا بالوسائل العسكرية دون سواها.”
كما أنّ السلطات المحلية كانت تأمل في إبرام اتفاقات مع الحكومات الغربية والحكومات الأخرى لإعادة المقاتلين وغيرهم من المتهمين لمواجهة العدالة في وطنهم الأم أو لإنشاء محكمة معترف بها دوليًّا، ولكن عندما لم تتمّ الاستجابة لهذه المطالب وعندما لم يحدث أي تقدم ملموس منذ أن فقد داعش آخر أراضيه منذ حوالي عام، أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الكردية السورية، الخميس 6 شباط 2020، من جانب واحد أنّها ستبدأ محاكمة هولاء الأشخاص.
وهكذا، فإنّ متشددي تنظيم داعش الإرهابي الذين سجنتهم قوات سوريا الديمقراطية سيحاكمون في شمال شرقي سوريا ابتداءً من آذار / مارس المقبل. وقال عمر إنّ السلطات الكردية قد اضطرت إلى تولي زمام المبادرة لأنّ الجهود الدولية قد فشلت، مع العلم أنّ هذه الأزمة دولية ويجب إيجاد حلّ دولي لها، ولكن لسوء الحظ لم تستجب العديد من الدول لهذه النداءات.
الظروف في السجون، حيث يوجد عدد قليل من الحراس ومساحة صغيرة للسجناء، ضيقة وغير صحية، وهناك مخاوف من أن تصبح أرضًا خصبة للتطرف في المستقبل.
ويأمل أكراد سوريا في أنهم إذا بدأوا في محاكمة المقاتلين الأجانب، فستقدم بعض الحكومات الغربية أموالًا إضافية لتأمين اعتقالهم رغم من أنّ هذا لم يكن متوقعًا في الماضي.