بعد مقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي في عملية عسكرية أمريكية في شمال غربي سوريا، في 27 أكتوبر2019، أصبح التنظيم يعيش انقسامات فادحة داخل جماعاته لذلك راحت العناصر تبحث عن زعيمٍ جديدٍ لها علّه يعيد لملمة شمل التّنظيم والمحافظة على بقائه واستمراره.
وقع اختيار الدواعش على أبو إبراهيم الهاشمي القرشي فتولّى قيادة التّنظيم ومتابعة الأعمال الّتي كان البغدادي قد بدأها. ومع تولّي القرشي زعامة داعش، طرحت بعض التساؤلات نفسها حول مستقبل التّنظيم في ظلّ الانقسامات داخله والتباين في أعداد عناصره، إذ إنّ الأرقام متفاوتة حول أعداد العناصر المتبقين من داعش.
وفي هذا السّياق، أجمع خبراء وباحثون أمنيون أنّ داعش سيأخذ وقتًا طويلًا لـلملمة شتاته في أعقاب مقتل زعيمه السابق أبو بكر البغدادي، مؤكّدين أنّه من المُرجح إجراء تغييرات في ديوان الأمن العام للتنظيم، والإعلان عن معاقبة بعض عناصره، لتلافي صورة فشل التنظيم في حماية البغدادي ومتحدث التنظيم السابق. يرى الخبراء أنّ داعش لم يتأثر بمقتل البغدادي؛ بل يسعى لرد اعتباره في مختلف البلدان والأرجاء، ومنها شمال أفريقيا.
يحاول داعش مواجهة الانقسامات في داخله وتخطّيها، ولذلك قد يلجأ من جديد إلى استراتيجيّات سابقة كان يعتمدها للانتشار والتوسّع، كما كان الحال في ليبيا قبل طرد التّنظيم من البلاد. فداعش سيحاول لملمة نفسه من خلال تنفيذ ضربات سريعة في الدول، لإحداث دوي وتأكيد بقاء التنظيم عن طريق تكوين “خلايا نائمة” ونشر “الانفراديين”.
ولكن بعض الخبراء يتصوّرون أنّ التنظيم لن يعود بفائق قوته وقدراته الكاملة التي كان عليها خلال عامي 2014 و2015 نتيجة للحصار المتناهي، والسيطرة الكبيرة على المناطق الّتي كان يحتلّها والّتي تُعتبر هدفًا من أهداف التّنظيم، فالسلطات تستخدم طرقًا جديدةً غير الطرق التقليدية في الحرب والمواجهة لمنع داعش من إعادة الانتشار والتمركز.
ففي ليبيا، أكّد المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري، أنّ سلاح الجوّ الليبي يفرض سيطرة مطلقة فوق أجواء البلاد، وأنّ معركة الجيش الليبي تهدف لمنع داعش من التحصن في ملاذ آمن على الأراضي الليبية بهدف حمايتها من كلّ خطر داعشيّ ومن أجل تأمين سلامة اللّيبيين وأمنهم.