لقد قام داعش في العام 2014 بحملة إبادة بحق المكون الإيزيدي، في قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى العراقيّة، حيث قتل أكثر من 3 آلاف إيزيديّ، ووضعهم في 63 مقبرة جماعيّة منتشرة بأطراف محافظة نينوى، كما سبى آلاف النّساء والأطفال. ورغم تحرير سنجار في العام 2015، لا يزال العديد من العائلات الإيزيديّة تخشى من تجدّد هذا الكابوس. كما أنّ مئات العائلات تنتظر تحديد مصير أبنائها الّذين اختفوا ولا علم بمصيرهم.
لقد حوّل داعش حياة الإيزيديات إلى جحيم مع دخوله إلى العراق، فالكثير من النّساء والأطفال وقعوا في شباك التّنظيم وأصبحوا أسرى لديه منتظرين يوم تحريرهم. ففي 3 أغسطس 2014، انقلبت حياة الطفلة رنا، البالغة من العمر 12 سنة، رأسًا على عقب بعد أن خطفها عناصر التنظيم، لتبدأ رحلة خوف لم تنتهِ إلّا اليوم، بعد 5 سنوات من القهر. فقد أعلن مسؤول مكتب تحرير المختطفين الإيزيديين، حسين قائدي، تحرير فتاة كردية إيزيدية من أسر داعش، بحسب ما أفادت وسائل إعلام عراقية. ونقل موقع الحزب الديمقراطي الكردستاني عن قائدي قوله: “إن المكتب استطاع تحرير المختطفة رنا نواف عباس، البالغة من العمر 17 عامًا، وهي من أهالي خانصور.
وفي السّياق نفسه، أفادت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أنّ الآمال بتحرير آلاف الإيزيديات من قبضة تنظيم داعش الإرهابي تجددت مرة أخرى بعد تحرير 3 فتيات، من بينهم الطفلة رنا. وتمكنت سلطات العراق من تحرير الفتيات الثلاثة الإيزيديات من أسر داعش في العراق وسوريا هذا الأسبوع، رغم مرور تسعة أشهر على هزيمة التنظيم الإرهابي. وأشارت إلى أنّ العثور على الفتيات يحيي الآمال بإمكانية العثور على بضعة آلاف من الإيزيديات اللّواتي لا يزلن مفقودات في مناطق كانت خاضعة لسيطرة داعش. وخلال الأيام الأخيرة تمّ العثور على عشرات الإيزيديات خلال هروبهن بشكل جماعي من مناطق داعش. وتشير تقديرات إلى أنّ هناك نحو 3000 سيدة إيزيدية مفقودة، وقد دعا زعماء القبائل الإيزيدية إلى بذل المزيد من الجهود لكشف مصيرهن. ويعتقد البعض أن الكثير من النساء الإيزيديات لا يزلن محتجزات ويخشين الهرب من خاطفيهن.