خسر تنظيم داعش كل الأراضي تقريبًا، التي سيطر عليها في سوريا والعراق، لكنّه لا يزال يشكّل تهديدًا أمنيًّا في سوريا وخارجها، كما أنّ نحو 10 آلاف من أعضاء التنظيم وعشرات الألوف من أفراد أسرهم محتجزين في مخيمات في شمال شرق سوريا تحرسها قوات كردية سورية متحالفة مع الولايات المتحدة.
وبعد هزيمة داعش وطرده من البلدان الّتي كان يحتلّها ويسيطر عليها، مثل سوريا والعراق، تشتّت العناصر وأصبح كلّ عنصرٍ مرغمٍ على إيجاد طريق خلاصه بنفسه، ومعظم هؤلاء العناصر هم محتجزين في السّجون في سوريا والعراق. فهؤلاء الدواعش ترفض بلدانهم استعادتهم لأنّهم، بنظر السّلطات، يطرحون مخاوف جدية من جيل ثان من الإرهابيين والمتطرفين الذين قد يشكلون قنابل موقوتة.
إنّ الدّول المعنيّة تخشى “انفجار” تلك “القنابل الموقوتة”، ولا سيما أنّ العديد من هذه البلدان لا تطبّق قوانين تنصّ على الإعدام أو السجن المؤبد في مثل تلك الحالات، خاصّة وأنّ الجرم اقترف خارج أراضي البلدان المعنية. كما ترفض تلك الدول محاكمة مواطنيها الأعضاء في ـداعش على أراضيها بسبب صعوبات جمع الأدلة التي تدينهم وخشيتها من خطر شنهم هجمات على أراضيها.
ففي هذا السّياق، اجتمعت الولايات المتحدة مع الشركاء الدوليين في واشنطن “لإلحاق الهزيمة الدائمة بتنظيم داعش” بعد أن قامت قوات التحالف بالقضاء على قيادة الجماعة الإرهابية وحطمت قبضتها على الأراضي في سوريا والعراق وذلك بهدف التشاور في الخطط اللازمة لتنسيق جهود مكافحة الإرهاب ضد داعش لا سيّما بعد وفاة الزعيم أبو بكر البغدادي.
في خلال الاجتماع، مارست الولايات المتحدة، ضغوطًا على الدول المشاركة في التحالف ضد تنظيم داعش للموافقة على استقبال مواطنيها المرحلين من مقاتلي التنظيم، ولكن رغم الإجماع على خطورة المشكلة فلا تزال هناك خلافات بشأن مقاتلي داعش المحتجزين.