كَثُرت الجماعات الإرهابيّة المنتمية إلى داعش وتعددت في مختلف البلدان الّتي انتشر فيها التنظيم وفرض سيطرته على الأراضي فيها. فمنذ بداياته بدأ قادة التّنظيم يستقطبون الشّباب من مختلف الأعمار والجنسيّات للانضمام إليه ومبايعته بغية تنفيذ المخططات الإرهابيّة الّتي تخدم أجندة التّنظيم الإرهابيّة.
لقد شكّل داعش تهديدًا على العديد من البلدان في شمال أفريقيا، فارضًا قوانينه الخاصّة من حيث الدين والسياسة والمال والاقتصاد. تصرّف داعش في بدايات انتشاره كالجراد الّذي يأكل الأخضر واليابس، إذ حاول التنظيم استغلال كلّ رقعة تطأ قدمه فيها لتحويلها إلى معسكر أو معقل لجماعاته.
وقع العديد من الشّباب والأطفال والنّساء ضحية هذا التّنظيم الهمجيّ، تمّ غسل أدمغتهم وتحويلهم إلى مقاتلين لا هدف لديهم سوى المحاربة من أجل بقاء التّنظيم مهما كلّف الأمر. وهكذا، راح التّنظيم يومًا بعد يوم يتوسّع ويمدّد انتشاره بين الدول من المغرب إلى الجزائر فتونس وليبيا… ناشرًا فيها إجرامه وباعثًا الخوف والقلق في نفوس المواطنين الأبرياء والضعفاء.
لقد أخذ داعش مجده: كسّر، هدم، قتل، ذبح، خطف، سرق… وغيرها من الجرائم الّتي ارتكبها من دون أن يرفّ له جفنٌ. ولكنّ داعش لم يفكّر يومًا أنّ نهايته ستأتي وأنّه سيدفع ثمن أعماله الإجراميّة هذه. فقد طُرِدَ داعش من معظم البلدان الّتي كان قد سيطر عليها، وعلى رأسها ليبيا، الّتي نجحت بفضل تعاون الشّعب مع السلطات في وضع حدٍّ لهذا التّنظيم حتّى أصبحت قدوةً للبلدان المجاورة.
ففي المغرب، مثلًا، تستمرّ الجهود الرامية إلى إحباط كلّ مخطط إرهابيّ داعشيّ وإلى إلقاء القبض على الدواعش المجرمين. ففي هذا السّياق، وفي إطار الجهود المبذولة لرصد العناصر المتشددة التي تخطط لهجمات إرهابية، أوقفت عناصر مكتب محاربة الإرهاب في المغرب، الأحد 17 تشرين الثاني، في العاصمة الرباط، عنصرين اثنين مواليين لتنظيم داعش الإرهابي. وحسب التحريات التي قام بها مكتب محاربة الإرهاب في المغرب، انخرط المواليان المغربيان لداعش في الأجندة التخريبية الداعشية، وفي الإشادة والدعاية لهذا التنظيم الإرهابي. والداعشيان المعتقلان عمرهما 30 و34 سنة، وكانا في مرحلة الإعداد والتحضير لتنفيذ عمليات إرهابية في الداخل المغربي. إضافةً إلى ذلك صادرت المصالح الأمنية المغربية من المعتقلين أجهزة إلكترونية، وأسلحة بيضاء.
إنّ عمليّات الاعتقال المستمرّة والمتكررة في المغرب تشير، بحسب السلطات المغربية، إلى استمرار التهديدات الإرهابية، في ظل محاولة عناصر التنظيم تنفيذ عمليات إرهابية، انتقامًا لاندحارهم من سوريا والعراق. ولكنّ هذه التهديدات تبقى حبر على ورق وذلك بفضل تدخّل السلطات السريع ونجاحها في إحباط المخططات الإرهابيّة قبل أن ترى النّور.