السلطات تعطي الأولوية لعمليات المساعدات الإنسانية للحدّ من جاذبية داعش في الشرق الأوسط

حققت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون وشركاؤها الاستراتيجيون في الشرق الأوسط انتصارًا كبيرًا في تفكيك خلايا داعش في سوريا والعراق، ما أسهم في خفض خطر داعش في هذين البلدين. ولكن على الرغم من خسارته معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها هناك، ما زال التّنظيم يشكّل بين الحين والآخر تهديدًا على أمن المنطقة واستقرارها.

فقد أظهرت تقارير صادرة عن وزارة الدفاع والأمم المتحدة أن تنظيم داعش يحاول إعادة تنظيمه واستعادة عافيته إلى حدٍّ ما في كلّ من العراق وسوريا، بالإضافة إلى استمرار عملياته في بلدان أخرى. وتشير تقارير أخرى صادرة عن مؤسسة راند Rand إلى أنّ داعش يواجه قيودًا مالية خطيرة ولكنه لا يزال قادرًا، نوعًا ما، على تمويل عملياتٍ كبيرة. كما أفادت تقارير متنوعة أنّ هزيمة داعش في هذه المعارك قد قلّلت بشكل كبير من مستوى العنف الذي تسبب به داعش في العراق وسوريا منذ نشأته وحتّى اندحاره.

يبدو أنّ تنظيم داعش هو كيانٌ لا يتقبّل الخسارة والهزيمة بسهولة، ولا يزال مقتنعًا بأنّه سيعود ويسيطر من جديد على البلدان الّتي طُرد منها. ولكنّ داعش أصبح تنظيمًا مكبّلًا، ومهما تعددت الاستراتيجيّات الّتي يلجأ إليها أو يبتكرها، في نهاية المطاف مصيره واحدٌ: الهزيمة والاندحار. وبخاصّةٍ أنّ الدّول اتّخذت الاحتياطات الأمنية اللّازمة واستعدّت لمواجهة هذه العودة المحتملة.

وما زاد في تفاقم خيبة عناصر التّنظيم وتشتّتتهم، إضافةً إلى الخسائر الّتي مُنِيوا بها، كان خبر مقتل زعيمهم أبي بكر البغدادي على يد قوات أمريكية خاصة. فبعد مقتله أصبح العناصر يبحثون عن طريقِ خلاصٍ للحفاظ على حريّتهم وحياتهم محاولين العودة إلى بلدانهم أو التسلل عبر الحدود للهروب من أيدي السّلطات الّتي تنتظر الفرصة المناسبة لإلقاء القبض عليهم وزجّهم في السّجون.

وفي محاولةٍ لمنع داعش من إعادة بسط سيطرته ولم شمل عناصره، تقوم السلطات بإعطاء الأولوية لعمليات المساعدات الإنسانية وتوسيع نطاقها للمساعدة في الحد من جاذبية داعش، وبخاصة بين السكان القاصرين المصابين بصدمات كبيرة والذين يعيشون في مخيمات النازحين في جميع أنحاء الشرق الأوسط.