لقد خسر تنظيم داعش الأرهابي حاضنته الشعبية عندما سقط القناع عن وحشية كيانه وكشفت حقيقة كذبته المدعية أنشاء الدولة الأسلامية المزعومة, فسرعان ما أدرك الشعب العراقي أن لجماعة داعش عطش لا يرتوى للمال والسلطة, وأن لمشروعه التدميري التوسعي لا أهداف سامية ولا مبادىء أساسية أخلاقية. أن الشعب العراقي والعالم الأسلامي أجمع على أن جماعة داعش لم تأتي لنصرة المسلمين فهم كانوا شهودا على الجرائم والمجازر التي ارتكبت بحق المدنيين الأبرياء, كما أن الشعب العراقي مدرك أن لا صلة لداعش بالدين الأسلامي ولا معرفة لعناصره بتعاليمه, فالدواعش حتما لم يأتوا لتطبيق الشريعة الأسلامية بل لتحريفها وتشويهها, والشعب المفجوع شاهد على ذلك.
أما اليوم, فلقد انهارت أعمدة التنظيم, وهزم مقاتليه على أرض المعركة, وطردت عناصره من الأراضي والبيوت, وبات يحتضر بمن تبقى من جماعاته اليائسة. وجاء في تقرير لمجلة فورن بوليسي إن هناك مؤشرات على عودة نشاط خلايا تابعة لتنظيم داعش في العراق وخاصة في المناطق التي انطلق منها عام 2014. وأشار التقرير إلى أن جيوبا للتنظيم الإرهابي لا تزال نشطة وتهدد المناطق النائية في العراق حيث ينتشر الكثير من عناصره حاليا في شبكات أنفاق يخزنون بها المواد الغذائية والملابس اللازمة، ويعملون في خلايا من خمسة إلى 10 أشخاص.
وذكرت المجلة أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي يُعتقد أنه كان في الأنبار عندما ظهر في مقطع فيديو الشهر الماضي هو الأول منذ ظهوره العلني قبل نحو خمس سنوات في الموصل. واستندت المجلة في تقريرها إلى شهادات لمسؤولين وقادة عسكريين محليين في محافظة الأنبار ومنهم قائد في الحشد العشائري يدعى داخل إبراهيم من قرية أبو طيبان القريبة من قضاء هيت والتي يدب الخوف في قلوب سكانها يوميا مع حلول الظلام. يقول إبراهيم إن عناصر التنظيم يهاجمون القرية في الليل عادة، ويشير بيده إلى مناطق صحراوية متاخمة ينطلقون منها. ويشير التقرير إلى أن مراكز المدن الرئيسية مثل بغداد وغيرها قد تكون آمنة حاليا، لكن المحافظات الأخرى قد تكون في خطر. ويرى أن وحشية حكم تنظيم داعش تسببت في تقليص قاعدته من المجندين المحليين بشكل كبير وبدأ عدد كبير من أفراد القبائل والمدنيين تقديم معلومات استخباراتية لأجهزة الأمن العراقية.