تعددت الأسباب التي دفعت آلاف الشباب الى مغادرة بلادهم للانضمام الى صفوف تنظيم داعش الارهابي في بؤر التوتر في سوريا والعراق, فمنهم من احتاج لأرشاد روحي فوقع في فخ ادعاءات داعش في أنشاء الدولة الأسلامية المزعومة, ومنهم من سار وراء اغراءات المال والسلطة والغنائم من النساء التي قدمها التنظيم الشاذ لعناصره, ومنهم من كان متوحش في الغريزة ومتعطش للدم والأجرام فانساق الى سبل داعش الهمجية. نعم, لقد تعددت الأسباب التي أغرت الشباب وضللت رؤيتهم, ولكن النتيجة هي أدراك الحقيقة المرة ولكن بعد فوات الأوان والأقرار أن وعود التنظيم باطلة, وهيكل دولته منهارا, وسلطته منحلة, وبينما الزعماء ينعمون بالراحة والأمان في جحورهم, يجدون العناصر أنفسهم في ورطة نهايتها أما الأعتقال أم الموت تاركين نساءهم وأطفالهم عالة على مجتمعات منهمكة من طغيان داعش وعطشة للتحرر من جميع علامات ظلمه.
قالت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسف” إن 29 ألف طفل أجنبي من 60 جنسية من أبناء عناصر تنظيم داعش ما زالوا في سوريا.وأوضحت المديرة التنفيذية للمنظمة، هنرييتا فور، في بيان نشره الموقع الرسمي لليونيسف، أن 20 ألفا من مجمل الأطفال الأجانب في سوريا عراقيون، في حين تعود أصول 9 آلاف منهم إلى 60 دولة حول العالم.وأكد البيان أن ثمة آلاف من أطفال المقاتلين الأجانب يقبعون في مخيمات أو مراكز احتجاز أو مرافق للأيتام في سوريا والعراق وأماكن أخرى، وهم من بين الأطفال الأشد ضعفاً في العالم، ويعيشون في ظروف فظيعة وسط تهديدات مستمرة إزاء صحتهم وأمنهم ورفاههم، ولا يتوفر لهم إلا دعم أسري ضئيل، فالعديد منهم وحيدون تماماً برغم أن معظمهم قد تقطعت السبل بهم برفقة أمهاتهم أو مقدمي رعاية آخرين.وجاء في البيان أيضاً، أن أغلب هؤلاء الأطفال ولدوا في سوريا أو سافروا إليها بصحبة ذويهم، أما الجزء المتبقي فإما تم تجنيدهم قسرًا أو خُدعوا فانضموا للجماعات المسلحة، أو أنهم اضطروا إلى الانضمام إلى هذه الجماعات كي يتمكنوا من النجاة.