ربما درجة الأرباك والتخبط الداخلى في صفوف داعش تعود الى الهزائم المتتالية التي مني بها التنظيم, ومن المرجح أيضا أن الفوضى التنظيمية والتخطيطية وفقدان القدرة التنفيذية لداعش تعود لعدم وجود أي اتصال أو تواصل مع حوالي 90% من قادة التنظيم. لم يعد لمن تبقى من الدواعش بوصلة ترشدهم بعدما اختفت جميع القادة تاركة وراءها مجموعات ضئيلة من المقاتلين متناثرة وضعيفة في أعدادها وقوتها ودرايتها.
لا يعتمد ما تبقى من عناصر تنظيم داعش المنتشرين بصورة عشوائية غير منتظمة ومهددة أمنياً على قرارات صادرة من قياداتهم أو ما يعرف بالمجالس العليا للتنظيم، ومنها ما يُعرف “مجلس شورى الدولة”، إذ لم يتبق من مؤسسي هذا المجلس إلا زعيم التنظيم المدعو أبو بكر البغدادي، الذي اختفت أخباره منذ نهاية عام 2017 وتحرير مدينة الموصل العراقية. ومع غياب المؤسس واختفاء القادة, لم يعد هناك وحدة قرار, وبدأت النزاعات الداخلية لتكمل على القليل المتبقي من هيكل داعش المتفتت.
ويؤكد مسؤولون أمنيون عراقيون في بغداد أنه في عام 2018 فقدت هيكلية تنظيم داعش 11 ديواناً بفعل فقدان التنظيم السيطرة على الأرض بالإضافة إلى انهيار مجلس شورى الدولة بعد مقتل أغلب أفراده واعتقال بعضهم، وفرار بعضهم الآخر، وانقطاع التواصل بين من تبقى حياً منهم.
وأفاد جنرال في مديرية الاستخبارات العسكرية بوزارة الدفاع في بغداد إن تنظيم داعش يمرّ بأزمة قادة مؤثرين ويمتلكون كاريزما على الشباب والجهاديين المغرر بهم سواء من المحليين أو الأجانب الذين قدموا إلى سورية والعراق خلال الفترة الماضية، وذلك بعد مقتل وهروب وانقطاع تواصل 90 في المائة من قادة وزعماء داعش خلال الأشهر الستة عشر الماضية. وأشار الجنرال العراقي أن تنظيم داعش اليوم في أكثر مراحله خسارة وضعفاً ولفت إلى أن التنظيم الإرهابي يعتمد حالياً في عملياته وهجماته في العراق على خلاياه النائمة في المناطق التي طرد منها.
من جهته، قال ضابط بارز في الجيش العراقي، يخدم في المنطقة الحدودية مع سورية، إن داعش خسر آلاف المتطوعين للقتال في صفوفه بعد السيطرة على المناطق الحدودية، وفي العراق تم تدمير 80 في المائة من إمكانات التنظيم. ولفت إلى أنه بسبب ذلك فإن عناصر التنظيم يعملون على عمليات التفجيرات المنفردة، بطريقة عشوائية، بدون الرجوع إلى قيادة معينة.