مساحات شاسعة من الأراضي العراقية تركها تنظيم داعش الأرهابي مليئة بالمتفجرات للتذكيرعن عمق شره, وقذارة وحوشه, وتطرف ايديولوجيته, وظلام ثقافته المليئة بالكراهية. فبعد دحره, زرع داعش الموت في الألغام المتناثرة بكميات هائلة يصعب أيجادها وتفكيكها للتخلص منها بعيدا عن المدن والقرى وأنقاذ السكان من الفخاخ المنصوبة لهم وتحريرهم ليس فقط من قمع داعش بل أيضا من مخلفات احتلاله.
وبمساعدة المواطنين الذين تأهبوا لتطهير أرضهم وحماية أطفالهم, لم يبق شبرا من مساحات بحجم 40 ملعب كرة قدم دون فحص للكشف عن سموم ومتفجرات وألغام الدواعش الجبناء, ووفقاً لمسؤول عراقي في وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الداخلية في بغداد فأن العراق أتلف قرابة 80 في المائة من مخلفات داعش الحربية وقام بتفجيرها.
وأعلن المسؤول العراقي أن جهود البحث عن هذه المخلّفات ما زالت مستمرة بعد مساعدات للجيش العراقي في هذا الإطار، تتضمن أجهزة كشف متفجرات قادرة على كشف المتفجرات تحت الأرض بعمق يصل إلى ستة أمتار، ويتم جمع تلك المتفجرات ونقلها إلى مكان صحراوي لا توجد حياة في محيط 10 كيلومترات على الأقل منه، وجمعها في حفرة ثم تفجيرها، والتأكد من خلال لجنة مختصة أنها فُجرت كلها.
ووفقاً للمسؤول ذاته، فإن المواطنين في المحافظات التي تعرضت لاحتلال داعش، ساعدوا القوات الأمنية كثيراً في العثور على المتفجرات والألغام، وأكثر من نصف كميات المتفجرات التي أتلفتها القوات العسكرية كانت من تلك التي رُفعت من المجمّعات السكنية وعاد أهلها إليها، مشيراً إلى أن لمخلّفات الحربية وما يُجمع من بقايا داعش، يتم تفجيره بواسطة وحدات الهندسة العسكرية حصراً كونها المختصة بهذا الأمر.
وأوضح أن تنظيم داعش نشر ألغامه في مناطق نينوى بشكل جنوني، في الأحياء والشوارع والمنازل، مشيراً إلى أن الكثير من عمليات تفكيك العبوات الناسفة كانت صعبة على القوات العراقية، لا سيما أن التنظيم استخدم حتى الأشجار والنخيل عبر حفر جذوعها وتعبئتها بالمواد المتفجرة، ما تسبّب بتأخر عمليات التطهير لغاية الآن في مناطق الموصل.