استراتيجيّة ليبيّة تُضيّق الخناق على داعش

في ظلّ التهديدات المتواصلة الّتي يوجهها التّنظيم الإرهابيّ داعش في ليبيا الّتي يخوّف من خلالها المواطنين محاولًا زعزعة كيان الدّولة واضعًا إيّاها في خانةٍ حرجةٍ لا تستطيع الخروج منها بفعل أعمال التّنظيم الإجراميّة والوحشيّة الّتي لا رحمة فيها، عملت الدّولة اللّيبيّة جاهدةً من خلال التّنسيق والتعاون بين أجهزتها المختلفة من أمنيّة، وعسكريّة، ودينيّة، واستخباراتيّة في وضع حدٍّ نهائيّ للتدخّل الإرهابيّ ولا سيّما الداعشيّ في سياسة البلاد وأرضها وحياتها وأمنها.

في هذا السّياق، وضعت ليبيا استراتيجية محكمة ومدروسة لمكافحة الإرهاب الداعشيّ، ترتكز، من جهةٍ، على محاربة التطرف في المجال الديني عن طريق تأهيل الأئمة وتجهيز وتأطير المساجد الّتي كان عناصر داعش قد استولوا عليها وجعلوا منها مكانًا لتجنيد الشباب وغسل أدمغتهم. ومن جهةٍ أخرى، ترتكز على تطوير الجهاز الأمني من خلال إحداث مكاتب خاصّةٍ تكون مسؤولةً عن التصدي لمخاطر الإرهاب الّذي كاد أن يفتك بليبيا وباللّيبيين.

وهكذا، أصبحت ليبيا تعتمد استراتيجية شاملة ومتعددة الأبعاد لمكافحة الإرهاب الداعشيّ، تقوم على الجوانب الأمنية والدينية ومحاربة الفقر والهشاشة، وذلك في إطار المقاربة الأمنية الشاملة والمندمجة القائمة على الاستباقية، وتستمدّ جوهرها من الجمع بين عدّة أبعاد كالبعد الأمني، والبعد الإصلاحي الديني، والبعد الاجتماعي. إضافةً إلى ذلك، تُعطي ليبيا الأهميّة القصوى للعمل على مكافحة الجذور والأسباب الاجتماعية والاقتصادية التي تشكّل أرضًا خصبةً لانتشار الإرهاب والتطرف. ونتيجةً لذلك تمكنت ليبيا، بفضل أجهزتها الأمنية والعسكريّة والاستخباراتيّة، من إلقاء القبض على مئات الإرهابيين وتقديمهم للعدالة، ما ساهم في تقويض تحرّكات التنظيم الإرهابيّ داعش وتضييق الخناق عليه ما منعه من التقدّم أكثر داخل ليبيا وتنفيذ عمليّات إرهابيّة ضدّ الدولة اللّيبيّة والشّعب اللّيبيّ.