إنّ تنظيم داعش الإرهابيّ يسقط بسرعةٍ في ليبيا ويخسر معاقله ويشهد تفكّكًا وتشتّتًا في قلب مجموعاته الإرهابيّة النّائمة والمنتشرة في ربوع البلاد. ففي ظلّ الحرب المحتدمة بين قوّات حكومة الوفاق الوطنى والجماعات المسلّحة فى ليبيا وعلى رأسها تنظيم داعش الارهابيّ، أعلنت قوّات حكومة الوفاق اقتحام آخر معاقل التنظيم الإرهابيّ فى مدينة سرت والقضاء على وجوده نهائيًّا وسط مقاومة التنظيم الشرسة والّتي لا رحمة فيها. لقد شارك نحو ألف مقاتل من القوات الحكوميّة في هذا الهجوم، إضافةً إلى أنّ دبابة تابعة لهذه القوات قامت في بداية الهجوم بتدمير سيارة مفخخة حاولت استهداف القوّات اللّيبيّة قبل أن تصل إلى هدفها.
أدّت هذه الهجومات ضدّ التّنظيم الإرهابيّ في سرت إلى مقتل أعدادٍ كبيرةٍ من عناصره إلّا أنّ أعدادًا أخرى منهم لاذوا بالفرار إلى جهاتٍ مجهولةٍ خوفًا من الموت أو من الاعتقال والإعدام. لكنّ القوّات اللّيبيّة لم تترك هؤلاء الفارّين ينجون من فعلتهم فقد قامت بتنفيذ عدد من الطلعات الجوية الاستطلاعية وسط وغرب وجنوب ليبيا بهدف ملاحقة عناصر داعش الفارين من سرت بعد الهزيمة التي منيوا بها على يد القوات اللّيبيّة.
في كلّ مناسبةٍ، لا يبيّن التّنظيم الإرهابيّ داعش سوى عن ضعفه وهشاشته في مواجهة الدّولة اللّيبيّة القويّة القائمة على أسس متينة لا تعرف الخسارة. فعلى الرّغم من مخطّطاته الإجراميّة وعناصره المدرّبين تدريبًا قتاليًّا، لم ينجح التّنظيم يومًا في الإفلات من أيدي الدّولة اللّيبيّة والخروج سليمًا من المعارك الّتي يخوضها ضدّها.