بحرص شديد, وعناية فائقة, ودقة محكمة, وتنسيق تام اتفق المجرمين على أختلاف جناياتهم, واتحد الحثالة على ترويج الشر وافتعال الفوضى ونشر الرعب من خلال أسلاليبهم الأجرامية ومخططاتهم الدموية وطموحهم التوسعي الأقماعي. وبما أن الطيور على أشكالها تقع, استقبل تنظيم داعش الأرهابي المجرمين والجانحين في أحضانه, وجمعهم تحت رايته السوداء. وبتماسك حريص لحماية مكرهم ونفاقهم, اتحد آداة الشر لحصد أكبر عدد من الضحايا, ولكسب أضخم مبالغ من المال, ولأستيلاء على أثمن ما يملكه المسلمون الأبرار الذين عانوا وضحوا وكدحوا لنيل رزقهم بكرامة وعزة نفس, قبل أن يأتوا سفلاء داعش الجبناء وينهبوا أملاكهم بوحشية همجية.
لقد كشفت تحريات لمصالح الأمن بالجزائر، عن نشاط شبكات إجرامية منظمة، اختصت في تهريب المهاجرين المغاربة نحو أوروبا عبر الأقاليم الإيطالية، لأجل تمويل الجماعات الإرهابية الناشطة ببقاع ليبيا، التي يلجأون إليها عبر حدودها المرابطة للجزائر بولاية إليزي، مقابل عمولة قدرها ألفين أورو عن كل فرد، تحول عائداته لتمويل الجماعات الإرهابية بليبيا التابعة لتنظيم داعش الأرهابي، ما مكن من تهريب أزيد من 120 رعية مغربية دخلوا الجزائر جوا بطريقة شرعية عبر المطار الدولي هواري بومدين، حيث يتولى نقلهم سائقو كلوندستان مقابل أجرة بقيمة 50 أورو. وفي إطار تحرياتها، تمكنت مصالح الأمن الجزائرية من تفكيك نشاط هذه الشبكة الإجرامية التي اتخذت من الجزائر مركز عبور لها لتهريب الرعايا المغاربة نحو ليبيا ومنها إلى أوروبا، في إطار عمليات منسقة بين أفراد هذه الجماعة، التي برز نشاطها بكل من المغرب وليبيا والجزائر لتموين التنظيم الإرهابي الداعشي في ليبيا، وهو ما مكن السلطات الجزائرية من تحديد هوية أحد المشتبه فيهم الرئيسيين. وكشفت التحريات، أن هؤلاء كانوا يعملون بالتنسيق مع أفراد شبكة موالية تنشط بليبيا، وتتولى تهريب الرعايا المغاربة نحو الدول الأوروبية عبر البوابة الإيطالية مقابل ألفين أورو عن كل رأس، وكانت تلك الأموال تجمع لأجل تمويل ودعم الجماعات الإرهابية الناشطة تحت راية داعش في ليبيا.