داعش: نذير شؤمٍ وهلاك

ذلك التّنظيم السلفيّ الجهاديّ الّذي بزغ نجمه في الأربع سنوات الأخيرة والّذي عُرِفَ لوحشيّته وجرائمه ضدّ الإنسانيّه والّذي تمّ تداول اسمه إعلاميًّا حتّى بات معروفًا بين العامّة هو تنظيم داعش الإرهابيّ. وقد وصل هذا التّنظيم إلى حدّ القتل وارتكاب جرائم عديدة أُدرجت تحت بند جرائم الحرب والتطهير العرقيّ في أماكن تواجدهم. لقد انتشر إرهاب هذا التّنظيم وشرّه لدرجةٍ أنّ ذكر اسمه بات نذير شؤمٍ وإذا دخل أحد عناصره إلى مكانٍ ما فيُعتبر ذلك إيذانًا بإعلان الهلاك.

ومن أفظع مظاهر الإجرام الداعشيّ كان العبوديّة الجنسيّة الّتي لجأ إليها قادة التّنظيم في مناطق سيطرتهم، ولا سيّما في تونس. فقد كان التّنظيم يُرسِلُ عناصره الذّكور إلى ساحات الحرب والقتال لتنفيذ العمليّات الإرهابيّة والتّفجيرات الدّامية وكان يعدهم بمكافأةٍ بعد عودتهم سالمين ومنتصرين تتمثّل بالحصول على إحدى النسوة المحتجزات في معاقل التّنظيم. فكان المجاهد يجبر الفتاة على اعتناق الإسلام قبل تزوّجها أو ممارسة الجنس معها، وحين ينتهي من “زوجته”، يطلّقها ليتزوجها مقاتل آخر.

وفي هذا السّياق، أكّد مصدر أمنيّ موثوق أنّ قادة داعش حاولوا إخفاء حقيقة جلب الفتيات إلى المعتقلات لتقديمهن كهدايا لهؤلاء القادة، كما حاولوا منع وسائل الإعلام والعامة من معرفة ممارساتهم الجنسية وأمر بيع النّساء.

ولكن، على رغم محاولة قادة داعش إخفاء حقيقة “تجارتهم الجنسيّة”، إلّا أنّه تمّ الكشف عن هذه الممارسات على نطاق واسع، وكان تقرير للأمم المتحدة قد ذكر أنّ مقابلات عدة مع شهود عيان تؤكد أنه تم نقل أكثر من 150 امرأة ليتمّ بيعها كرقيق جنس. فقد كشفت أرملة أحد قياديي التنظيم المعروفة بـ “عروس″ داعش عن الأعمال الداخلية للشبكة المسؤولة عن التجنيد والتجسس وفرض العبودية الجنسية داخل التّنظيم.