جرائم داعش تستهدف عناصر التّنظيم أنفسهم

يُرفع السّتار يومًا بعد يومٍ عن انتهاكات داعش وجرائمه ضدّ الإنسانيّة، وكثيرةٌ هي الأدلّة الّتي استحصلت عليها السّلطات تكشف من خلالها مدى جرم هذا التّنظيم المتطرّف. وجرمه هذا ليس بحقّ المواطنين الضحايا فحسب، بل بحقّ عناصره أنفسهم الّذين كانوا قد تخلّوا عن حياتهم وأهلهم وباعوا وطنهم من أجل الالتحاق بداعش.

إنّ خطّة داعش لتصنيع متفجرات نوويّة وأسلحة قاتلة خاصّة به كانت من أبرز المحاولات الّتي لجأ إليها التّنظيم لتقوية نفوذه وقوّته الدفاعيّة والحربيّة. وبعد أن قام باحتلال المختبرات العلميّة في الجامعات العراقيّة، ولا سيّما في الموصل، بدأ بتصنيع أسلحته وتجربة فعاليّتها.

إلّا أنّ اللّافت في ذلك هو أنّ التّنظيم لم يلجأ إلى تجربة أسلحته المبتكرة في عمليّاته الإرهابيّة وهجماته ضدّ الدول والسلطات والمواطنين، إنّما لجأ إلى تجربتها على عناصره. فقد ذكر تقرير لصحيفة “التايمز” البريطانيّة، أنّ المتطرفين كانوا يجرون تجارب على العناصر الداعشيّة بطرق لا تختلف عن تلك التي اتبعها النازيون في ألمانيا.

ومن جهتها، عثرت القوات العراقيّة على وثائق تشير إلى قيام “داعش” بتعريض العناصر لتركيبات كيمياوية مكونة من مبيدات الآفات والنيكوتين وغيرها من المواد الضارّة، والمتوفرة بكثرة في الأسواق. وتعتبر هذه المواد بمثابة السمّ المثاليّ لصعوبة كشف آثارها كما أنّها لا تسبب الوفاة بشكل مباشر بل تأخذ أيامًا حتّى تودي بحياة الشّخص. ما يجعل الضحيّة تتعذّب أكثر ولفترةٍ طويلة قبل أن تُسلِمَ الرّوح.

ولم يبلغ خطر الأسلحة الكيمياوية التي يمتلكها التنظيم ذورته، إذ إنّ السلطات العراقيّة أحكمت القبض على كوادر داعش والمصادر الّتي تزوّده بالمواد والمعدّات الخاصّة لتصنيع الأسلحة، ولا سيّما الكيمياوية منها. فقد أفادت مصادر أمنيّة مطّلعة أنّه تمّ القبض على جماعةٍ إرهابيّة مكوّنة من 15 عنصرًا متخصّصين في صناعة الأسلحة والمواد المتفجرة ووضعتهم تحت الرقابة وباشرت التّحقيق معهم. فما لبثوا أن كشفوا المكان حيث يعتقلون العناصر الّذين تتمّ معاملتهم على أنّهم “حقل تجارب” للأعمال الإرهابيّة، فتمّ إلقاء القبض عليهم أيضًا وإرسال المصابين منهم إلى المستشفيات ووضعهم تحت الرّقابة الأمنيّة.