الحرب ضدّ داعش ضمن أولويّات السياسات الخارجيّة

من بين أبرز علامات السياسات الخارجيّة تتصدّر الحرب ضدّ تنظيم داعش الإرهابيّ اللّائحة. وساهمت التحالفات والاتّفاقيّات القائمة بين الخارج والدّول الّتي احتلّها التّنظيم في القضاء على خلايا داعش المنتشرة في الأراضي كالوباء.

فقد تمكّنت القوّات العراقيّة بدعم من التحالف الدوليّ الّذي تقوده الولايات المتحدة من استعادة مزيد من الأراضي التي سيطر عليها داعش وارتفعت نسبتها من 40 في المئة إلى نحو 61 في المئة وتشمل مدنًا وبلداتٍ مهمّةً بينها الرمادي والفلوجة والشرقاط.

وفي سوريا استعادت قوى محليّة 28 في المئة من الأراضي التي سيطر عليها داعش منذ تسلّل مجموعاته إلى الأراضي السوريّة، من بينها الشريط الحدودي مع تركيا الذي كان الممر الرئيس للمقاتلين الأجانب.

أمّا في ليبيا، وبفضل دعم من الولايات المتحدة، فقد نجحت القوّات المحليّة في طرد داعش من مدينة سرت، وتصفية عدد من قيادات التنظيم المنتشرة في مدن حول العاصمة طرابلس.

وفي هذا السّياق، قال قائد عمليّات التحالف ضدّ داعش إنّ كلّ هذه المعارك ليست سوى دليلًا على إنجازات كبيرة بالتأكيد، موضحًا أنّ العمليّات العسكريّة والأمنيّة ما زالت مستمرّةً وستتواصل الدّول الخارجيّة بتقديم دعمها إلى السلّطات المحليّة بغية تركيز الجهود على بلوغ هدفٍ واحدٍ يتمثّل بتطهير المناطق جميعها من دون استثناء من عناصر داعش المجرمين وكوادره الوحشيين.

الحرب ضدّ داعش لم تنتهِ بعد، ولا يزال هناك الكثير من العمل لإنجازه. إذ لم تقتصر العمليّات العسكريّة على استعادة الأراضي من التّنظيم فحسب، بل رافق ذلك اعتقالات، وأحكام، واستسلام من جهة العناصر الإرهابيين. فقد أسفرت العمليّات المتتالية إلى ارتفاع عدد قتلى عناصر التنظيم إلى نحو 50 ألفا، وتراجع عدد مقاتلي داعش في سوريا والعراق إلى نحو 15 ألف مقاتل وفق التقديرات الأميركية.

علاوةً على ذلك، تحتوي أجندة التحالف الدّولي على نقاطٍ عدّة يعمل على تحقيقها ضدّ التّنظيم، ومن ضمنها حرمان داعش من مصادر تمويله الأساسيّة الّتي حصل عليها بالاحتيال. فقد رافقت جهود القضاء على داعش حملة منظمة لاستهداف تجارة داعش النفطية والتي تعد المصدر الرئيس لموارده المالية.