لا طالما استخدم تنظيم داعش الأعلام لمصلحته, فأصدر المجلات في لغات متعددة, واستخدم صفحات التواصل الأجتماعي لنشر صور وتسجيلات عملياته الأرهابية ورسائل قادته ومقاتليه وخطب شيوخه, وأنشأ وكالات أعلام لتنظيم عمل ماكينته الأعلامية. وكان التنظيم في هذا المسعى ناجحا, فاستطاع التلاعب في هذه الأداة الأعلامية وتمكن من التواصل مع جمهور كبير, وللأسف استطاع استقطاب العديد من شبابه. وسرعان ما اعتاد تنظيم داعش على امتلاك منصة أعلامية فاعلة واستغلها لتحقيق أهدافه القذرة, وعندما اشتد الخناق على داعش وبات مهزوما, ومندحرا, ومتروكا دون سند أو مساعدة, لجأ مثل عادته الى استعراض عضلاته الزائفة في الأعلام. وفي غياب الانتصارات على الأرض راح داعش يضخم تحركاته ويلفق عمليات لم يستطع ارتكابها منحدرا بذلك الى أقسى درجات اليأس.
ولقد أفادت مصادر استخبارية عراقية ان إحصائية العمليات التي شنها تنظيم داعش في العراق وسوريا لا تتجاوز 200 عملية. وذكرت المصادر أن “داعش بدأت تلجأ إلى أسلوب التضخيم الإعلامي لعملياتها بهدف إيصال رسالة اطمئنان لعناصرها المتواجدين في كل من العراق وسوريا الذين فقدوا الاتصال بقياداتهم نتيجة للضغط الامني الكبير الذي يواجهونه في البلدين، والذي أسهم في إضعاف التنظيم إلى حد كبير”. وأضافت تلك المصادر أن “نسبة ٦٥% من العمليات التي يعلن عنها التنظيم في مواقعه الخاصة لا يوجد لها أثر على أرض الواقع، ففي النصف الاول من العام 2018 علن التنظيم عن تنفيذ أكثر من ٦٠٠ عملية في كل من العراق وسوريا، فيما كان عدد العمليات الصحيحة أقل من ٢٠٠ منها فقط”. يذكر ان تنظيم داعش يعتمد على التضخيم الاعلامي لعمليات الارهابية بهدف بث الرعب بين المواطنين، الا ان مسؤولين امنيين ومصادر تكشف ان اغلب عملياته مجرد خيال وليس لها شيء من الواقع.