تهديدات داعش لن تردع العالم من خوض الحدث الرياضي المنتظر

تتعرض بطولة كأس العالم التي تقام في روسيا بعد أسوعين، لخطر كبير متمثل في تنفيذ هجوم إرهابي محتمل، نتيجة ازدياد أعداد المقاتلين العائدين إلى روسيا من سوريا والعراق، بحسب ما يشير أحد التقارير. وقد تحدث تنظيم داعش أكثر من مرة عن البطولة التي من المقرر تنظيمها في روسيا من خلال رسائل تهديد مرعبة نشرها على الإنترنت. أذ لم يتوقف تنظيم داعش الارهابي منذ أكتوبر الماضى عن التهديد بتنفيذ عمليات خلال مونديال روسيا، عبر بيانات يُصدرها، وصور ينشرها عبر الانترنت. وأخرها حتى الآن صورة عبر تطبيق تيليجرام يظهر فيها نجم منتخب الأرجنتين ليونيل ميسى، ونجم منتخب البرتغال كريستيانو رونالدو, مذبوحين على أرض ملعب لوجينكى، بواسطة سيف شخص ملثم وقف وراءها.

وليست هذه الصورة الأولى التى نشرها داعش فى إطار حملة تهديد المونديال، واستخدم فيها النجمان الأكثر شهرة فى عالم كرة القدم. كان ميسى وحده الذى ظهر فى الصورة السابقة التى نشرها فى منتصف مارس الماضى، وقد أُلبس زى الإعدام البرتقالى، ووقف وراءه شخص ملثم مستعداً لقطع رقبته، فى الملعب نفسه, ويستخدم صانعو هذه الصور ملعب لوجينكى فى موسكو الذى ستُجرى عليه مباراة الافتتاح فى 14 يونيو والمباراة النهائية فى 15 يوليو وكأنه رمز لهذه الدورة من المونديال. ورغم أن مواقع الكترونية عدة مرتبطة بالتنظيم الإرهابى بثت تهديدات متنوعة، مثل استخدام طائرات بدون طيار «درون» فى هجمات خلال فترة المونديال، يظل التهديد بقتل أبرز نجومه، وخاصة رونالدو وميسى، الأكثر شيوعاً وتكراراً. وينطوى هذا التركيز على النجمين الأشهر فى العالم على دلالتين. الأولى الرهان على تحركات بعض أنصار التنظيم الذين لا يرتبطون به تنظيمياً، ولم يتورطوا فى عمليات إرهابية سابقة، أو من يُطلق عليهم «ذئاب منفردة»، للقيام بعمليات فردية لقتل من يمكن الوصول إليه من كبار النجوم أو غيرهم. والدلالة الثانية هى إدراك صعوبة تنفيذ عمليات كبيرة الحجم فى ظل الإجراءات الأمنية المشددة، التى تشمل حظر تحليق طائرات «درون» خلال فترة البطولة، حيث تعرف السلطات الروسية أن داعش تمكن من تحسين قدراته فى استخدامها.

فقد أخذت هذه السلطات تهديدات داعش مأخذ الجد، وأضافت الكثير من الإجراءات الأمنية إلى ما كانت قد بدأت فى اتخاذه، على نحو يجعل المناطق المحيطة بالملاعب التى ستُجرى فيها مباريات المونديال ثكنات مسلحة. وصرح جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بأنه قد أحبط بالفعل هجمات تم التخطيط لها خلال كأس القارات في الصيف الماضي، والتي تم النظر إليها كتدريب على كأس العالم خلال الصيف المقبل. ومن بين إجراءات مكافحة الإرهاب التي وافق عليها الرئيس فلاديمير بوتين شخصياً، وضع قيود على مبيعات الأسلحة والمتفجرات والسموم، في المناطق التي تتم فيها إقامة فعاليات كأس العالم، وكذلك منع تحليق الطائرات من دون طيار بالقرب من الاستادات، وتسجيل هوية كل حاملي التذاكر مسبقاً. كذلك يتم النظر إلى المشجعين مثيري الشغب باعتبارهم مشكلة خطيرة محتملة، حيث تكشف الاستخبارات عن بذل جهود أمنية غير مسبوقة لضمان مرور فعاليات البطولة بسلام، دون أي اضطرابات.