ما الذي يحدث في جنوب ليبيا؟ هذا سؤال يتكرّر في هذه الأيام بينما تدور الاشتباكات حول مطار سبها، والقذائف على قلعة سبها التاريخية، وتفيد معلومات برفع علم دولة أجنبية على بعض مرافق سبها. وفي الوقت نفسه، تتحدث وسائل إعلام محلية ودولية عن اشتباكات قبلية هناك، وهي نصف الحقيقة.
يبدو أن القوى الإقليمية والدولية، ولا سيما تلك القوى التي تعتبر جنوب ليبيا منطقة نفوذ سابقة، قد استغلت هذا النزاع، وشجعت القبائل صانعة المشاكل في مالي والنيجر وتشاد على القدوم إلى جنوب ليبيا وفرض وجودها بالقوة. تمارس هذه القبائل الخطف للحصول على فدية، وهي متخصصة في تهريب الوقود والسلع الأخرى. وقد ساعدت في ذلك النزاعات بين القبائل العربية في جنوب ليبيا، وفي مقدمتها القذاذفة وأولاد سليمان، اللتين عرفتا منذ زمن طويل كحلفاء تاريخيين.
وهناك أيضا صمت القوى العظمى المؤثرة على القضية الليبية، خاصة أن إحدى هذه القوى العظمى هي فرنسا، التي يشكون العديد من الليبيين بوجود صلة بينها وبين ما يتعرض له جنوب ليبيا. وكانت تعتبر فرنسا جنوب ليبيا منطقة نفوذها.
بعد اندلاع القتال في سبها، حاولت منظمة غير حكومية فرنسية، اسمها مجموعة الوساطة (GPM)، تشجيع المحادثات بين ممثلي التبو والطوارق. يقال ان المدير التنفيذي اريك بلانشوت، كما جاء في تقرير نشر على افريقيا انتيليجنس, توسط بين وفدين ولكن الكثير من الأدلة برهنت أن الفرنسيين كانوا ينحازون مع التبو وهذا خلق مشاكل بين اثنين من القبائل الرئيسية. وليست هذه المرة الأولى التي تثير ما تفعله فرنسا في جنوب ليبيا اهتمام وسائل الإعلام الدولية.
في فبراير الماضي، أفشلت الشرطة في مطار معيتيقة الدولي محاولة تهريب شحنة أسلحة إلى ليبيا تحت غطاء شحنة دبلوماسية الى السفارة الفرنسية في طرابلس. وطلبت السفارة الفرنسية في طرابلس السماح بدخول شحنة دبلوماسية على أساس أنها تحتوي على معدات مكتبية لمقرها في العاصمة طرابلس، لكن رجال الأمن في المطار أصروا على تفتيشها وكان لديهم شكوك حول محتوياتها. وزادت شكوكهم بعد أن أصر السفير الفرنسي في ليبيا على السماح بدخول الشحنة دون تفتيش بحجة أنها شحنة دبلوماسية.
وافاد مصدر إنه بعد التفتيش، فوجئ رجال الأمن بأن محتويات الشحنة تشمل قنابل يدوية حديثة وصواريخ الكتف. وقال إن هذه القضية تعد انتهاكا للأعراف والتقاليد الدبلوماسية وانتهاكا لسيادة ليبيا. وكشف مصدر أمني يعمل في المطار عن أدلة تبرهن وجود بعض القنابل اليدوية والصواريخ الكتفية تم نقلها لدعم الشركاء العسكريين الفرنسيين في الجنوب.
من هؤلاء؟ هل يعملون ضد حل الأزمة الليبية الجنوبية؟ هل يستطيع تنظيم “داعش” أو “القاعدة” أو أي جماعة إرهابية أخرى أن تسرق تلك الاسلحة؟