في المعارك الاخيرة التي خاضها الجيش السوري ضد تنظيم داعش الارهابي, تلقى التنظيم أقسى الهزائم وخسر أكثر من 97 في المائة من مناطق سيطرته ونفوذه, كما قتل له مئات القياديين والأمراء وفقد معظم مقراته المحصنة.
وفي الجانب الاقتصادي لم يعد المقاتلون المحليون والأجانب قادرون على الصمود فهم بقوا لسنوات يستجرون النفط السوري ويسرقونه ، حيث كانت السوق النفطية السوداء تستقبل المسروقات بأسعار زهيدة.
يكشف عدد كبير من المواقع النفطية السرية التي أنشأها داعش في الصحراء، وهي عبارة عن غرف وخزانات تستوعب كميات كبيرة من المشتقات النفطية على اختلافها تصل قدرتها التخزينية إلى آلاف اللترات, في حين بدت آثار النفط واضحة في مناطق أخرى وفي حفر أرضية لازالت تحوي على تلك المواد, حيث سعى مسلحو التنظيم خلال فترة وجودهم إلى نقل النفط المسروق عبر تمديدات أرضية وحاولوا إخفاءها لتكون بعيده عن أعين الطيران الحربي والاستطلاعي.
وفي العراق, أعلنت القوات العراقية فرض كامل سيطرتها على راوة، آخر البلدات التي كانت خاضعة لتنظيم داعش الارهابي في البلاد، غرباً بمحاذاة الحدود مع سوريا، حيث يتعرض الارهابيون لهجوم في آخر أكبر معاقلهم.
وتعتبر راوة الواقعة في محافظة الأنبار الغربية آخر منطقة كانت توجد فيها هيكلية حاكمة وعسكرية وإدارية للتنظيم الاجرامي، لكن لا تزال هناك جيوب أخرى فر إليها عناصر التنظيم في المناطق المجاورة.
وبخسارة راوة، يكون التنظيم الارهابي قد خسر موطئ قدمه الثابت الأخير، وقد شرعت القوات العراقية في عمليات تطهير المناطق الصحراوية على طول الحدود مع سوريا لدحر آخر الارهابيين.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول: «عسكرياً، انتهى التنظيم، لكننا سنستمر في ملاحقة ما تبقى من الفلول، وننهي وجودهم». وقبل أسبوعين تماماً، استعادت القوات العراقية مدينة القائم المجاورة، قلب المعقل الصحراوي لتنظيم داعش الارهابي، من دون مقاومة تذكر تقريباً.