ارهابيو داعش “جنود الشيطان لا رجال القرآن”

ذكرت عدة شهود عيان أن سكانا محليين عثروا في محيط سرت على العديد من المقابر الجماعية في مناطق كانت تحت سيطرة تنظيم داعش الارهابي، حيث ضمت تلك المقابر جثث العشرات من عناصر داعش المحليين والأجانب الذين انضموا إلى صفوفه.

وفي محافظة سرت التي شهدت أعنف المعارك لاستعادة السيطرة على المدينة وسجلت سقوط أكبر عدد من القتلى في صفوف التنظيم الارهابي على يد القوات الليبية، أفاد مسؤول محلي إنه تم دفن الجثث في قبور جماعية.

وتوثق تلك الشهادات المحلية فظائع داعش في ليبيا وتبرز كيف خدع هذا التنظيم المجرم الشباب الليبي. تفيد المصادر المحلية ان لم يكن مدخن السجائر أو شارب الكحول هو الوحيد الذي كان يلقى عقوبات قاسية إبان سيطرة تنظيم داعش الارهابي على المدينة.

فقد روى مدنيون من المدينة أن مسلحي التنظيم كانوا يعتقلون من يرتدي ملابس لا تعجبهم ويرمون به في السجن عدة أشهر.

وضع ارهابيو التنظيم إعلانا للسكان ينص على أن “السجائر تقتل، وكذلك نحن”، وتضمن الإعلان صورة تظهر سيجارة يتدفق منها الدم. ولكن كان هذا التنظيم المجرم يقتل حتى بلا اسباب.

لكن بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى المدينة بعد استعادتها كاملا من قبل القوات الليبية. وبدأ الطلاب بالعودة إلى المدارس وأعيد فتح المحال التجارية. ورغم هزيمة التنظيم الارهابي وطرده من المدينة إلا أن المدنيين يحتفظون بذكريات مرعبة وأليمة لفترة سيطرته على المدينة ولذلك يرفضون اليوم تماماً حتى فكرة احتمال عودة هذا التنظيم الى ليبيا بشكل عام.

أعتقل مسلحو التنظيم أحمد وهو من أهالي المنطقة بعد العثور على علبة سجائر معه. تم جلده بشكل قاس ومن ثم سجنه مع 120 آخرين في قبو مظلم. وأوضح أحمد إن السجن كان يضم مدخنين وشاربي الكحول وآخرين كانوا قد قصوا شعرهم بطريقة حديثة أو ارتدوا ملابس ضيقة بعض الشيء. لم يعدم المسلحون أحمد ولكنهم كسروا يده اليمنى وعصبوا عينيه وتركوه وحده.

وتقول ليلى “شممنا رائحة الرعب يوميا” واصفة الدواعش بـ”جنود الشيطان وليسوا رجال القرآن”، مؤكدة أن المسلمين يعلمون أطفالهم مبادئ الإسلام و”الحرية والكرامة”.