تقنية عالية واخراج سينمائي بارع لتوثيق وترويج ارهاب تنظيم داعش الاجرامي

لتنظيم داعش الارهابي القدرة التقنية والقوة الاعلامية الذي يستخدمها للترويج والتباهي باجرامه الوحشي وكسب المزيد من التغطية والمقاتلين. الدواعش تستغل ضحاياها ومآسيهم وتجعل من عملية اغتيالهم انتاج سينمائي الذي وللأسف بعيدا كل البعد عن الخيال رغم صعوبة تصديق حقيقة المشاهد.

روى أحد عناصر تنظيم داعش الارهابي في ليبيا تفاصيل جريمة ذبح الأقباط المصريين، التي نفذها التنظيم الإرهابي في مدينة سرت خلال العام 2015. وكشف العنصر الإرهابي خلال تحقيقات أجريت معه أنه كان شاهدًا على واقعة الذبح.

وقال في التحقيقات التي أجريت معه إنه “كان جالسًا خلف كاميرات التصوير ساعة الذبح، وتعرف على المشاركين فيها بعد أن أزالوا أقنعتهم، وهم: وليد الفرجاني، وجعفر عزوز، وأبو ليث النوفلية، وحنظلة التونسي، وأبو أسامة الإرهابي وهو تونسي، وأبو حفص التونسي. وكان بينهم آخرون سُمر البشرة”، مضيفًا أن “قائد المجموعة الذي كان يلوح بالحربة ويتحدث بالإنجليزية خلال المقطع المصور يُدعى أبو عامر الجزراوي” وهو ليس ليبي الجنسية.

وأوضح العنصر الإرهابي قائلاً: “وقفت مع الواقفين خلف آلات التصوير، وعلى رأسهم المدعو أبو المغيرة القحطاني والي شمال أفريقيا، وعرفت من الحاضرين أن مشهدًا لذبح مسيحيين سيتم تنفيذه لإخراجه في إصدار للتنظيم”.

وعن تفاصيل إخراج مشهد الذبح تصويريًا، قال عنصر داعش الارهابي: “كان بالمكان قضيبان فوقهما سكة متحركة عليها كرسي يجلس فوقه محمد تويعب أمير ديوان الإعلام، وأمامه كاميرا وذراع طويلة متحركة في نهايتها كاميرا يتحكم بها أبوعبدالله التشادي سعودي الجنسية، وهو جالس على كرسي أيضًا، إضافة إلى كاميرات مثبتة على الشاطئ، فيما كان أبو معاذ التكريتي والي شمال أفريقيا بعد مقتل القحطاني المخرج والمشرف على كل حركة في المكان، فهو من يعطي الإذن بالتحرك والتوقف للجميع”.

وأشار العنصر الإرهابي أيضًا إلى أن تصوير الفيديو توقف أكثر من مرة “لإعطاء توجيهات خاصة للمدعو أبوعامر الجزراوي والي طرابلس ليُعيد الكلام أو النظر باتجاه إحدى الكاميرات”، لكنه أضاف: «توقّف التصوير في إحدى المرات عندما حاول أحد الضحايا المقاومة، فتوجه إليه رمضان تويعب وضربه، أما بقية الضحايا فقد كانوا مستسلمين بشكل تام إلى أن بدأت عملية الذبح حيث أصدروا بعض الأصوات قبل أن يلفظوا أنفاسهم”.

وفي روايته عن كيف أتم الدواعش جريمتهم، قال العنصر الإرهابي: “كان التكريتي لا يتوقف عن إصدار التوجيهات إلى أن وضعت الرؤوس فوق الأجساد ووقف الجميع. بعد ذلك طلب التكريتي من الجزراوي أن يغير من مكانه، ليكون وجهه مقابلاً للبحر، ووضعت الكاميرا أمامه وبدأ يتحدث.. كانت هذه آخر لقطات التصوير، قبل أن يأمر القحطاني بإخلاء الموقع. فكانت مهمتي أخذ بعض الجثث بسيارتي والتوجه بإمرة المهدي دنقو لدفن الجثث جنوب مدينة سرت في المنطقة الواقعة بين خشوم الخيل وطريق النهر”.