صمم تنظيم داعش الارهابي مخطط محكم ومدروس واجرامي للنيل من الشعوب الاسلامية من جميع الجوانب الأمنية والاجتماعية والمعيشية والحضارية والاقتصادية. استولى الدواعش على أراضي الشعوب المسلمة فزرع الرعب ونهب الممتلكات ودمر عصورا من الحضارة وسرق أموالا طائلة. هذه الدولة الاسلامية المزعومة لم تستعمل أموال الشعوب المقموعة لبناء المدارس والمستشفيات بل لاقتناء الأسلحة وتجنيد المقاتلين.
أعلن البنك المركزى العراقى أن تنظيم داعش الإرهابى استولى على 824 مليون دولار من أموال البنك، مشيرا إلى اتخاذه إجراءات احترازية لحماية القطاع المصرفى والمالى خلال فترة سيطرة التنظيم الإرهابى على أجزاء من البلاد.
وقال البنك المركزى العراقى، فى بيان صادر عنه إن “الجهاز المصرفى العراقى تعرض بعد أحداث 15 يونيو 2014 لانتكاسة كبيرة بسبب سيطرة داعش على ثلاث محافظات، هى نينوى والأنبار وصلاح الدين، إضافة إلى أجزاء مهمة من محافظة ديالى”، مبينا أن تنظيم داعش سيطر على قرابة 121 فرعا من فروع المصارف الحكومية والخاصة، بما فيها الفرع التابع للبنك المركزى العراقى.
وأضاف البنك فى بيانه، قائلا: “التقديرات فى ضوء آخر الأوضاع المالية لفروع المصارف، تؤكد أن داعش استحوذ على إجمالى المبالغ التى كانت فى هذه الفروع، بحدود 856 مليار دينار، إضافة إلى قرابة 101 مليون دولار، وأغلب هذه الودائع تعود للدوائر الحكومية وتتعلق بمشروعات المحافظات ضمن موازنة 2014، ومنها أرصدة وزارتى الدفاع والداخلية، والأرصدة العائدة لأبناء الأقليات من المسيحيين والإيزيديين والشبك والتركمان وكل الطوائف والمذاهب الإسلامية الأخرى، إضافة إلى أرصدة بعض الشركات المحلية الصغيرة التى غادر أصحابها هذه المدن بسبب الحرب والاحتلال الداعشى لمناطقهم”.
ولفت البنك فى بيانه إلى أن “التنظيم جنى أموالا طائلة منذ فرض سيطرته على مناطق واسعة من نينوى في يونيو 2014، إذ يبلغ دخله مليارى دولار سنويا، ما يجعله من أغنى التنظيمات فى هذا الوقت، فقد أصبح داعش غنيا من خلال بيع النفط الذى يحصل عليه من العراق وسوريا، فيما لم يتم الإفصاح عمن يشترى النفط الذى يسرقه داعش ويهربه إلى مختلف البلدان”.
وهذه هي المرة الأولى، التي يكشف فيها العراق عن حجم الأموال التي استولى عليها داعش الارهابي من المصارف. واستعادت القوات العراقية على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، معظم تلك الأراضي بما فيها مدينة الموصل، التي أشارت التقديرات إلى أن فرع البنك المركزي في المدينة كان يحتوي على نصف مليار دولار عند سيطرة داعش.