تسلط تنظيم داعش الإرهابي على شعوب مسلمة مؤمنة لم ترتكب أي جرم وهيمن على مدن وقرى ومساحات شاسعة نهب كل ثرواتها وحكم بظلم فنشر الرعب والإرهاب والحرمان والظلم والظلام، ولكن للظلم نهاية وللحق انتصار ولو جاء بعد عذاب مرير وطول انتظار فهزموا الدواعش وأدركوا أن لما يعرف بالدولة الإرهابية لا نظام فهي مبنية على مصالح شخصية وأعضاء لا يعرفون الشرف ولا الولاء وعلى بعضهم البعض خونوا وانقلبوا وسفكوا الدماء.
أجرت قناة أخبار الآن مقابلة حصرية مع القيادي الإرهابي الداعشي عادل أحمد الملقب لدى داعش بأبي محمد إسناد، بعد إحالته الى القضاء العراقي، كان أبي محمد إسناد قائد كتيبة لإطلاق قذائف الهاون في داعش الإرهابي.
خلال هذا اللقاء أكد الإرهابي “أبو محمد إسناد” لدى داعش في الموصل أنه وجميعُ المقاتلين في التنظيم كانوا يعولون على من أسماهم قادةْ داعش الكبار وخاصة أولئك الأجانب الذي قدِموا من خارج العراق بهدف دعمهم في مواجهة القوات العراقية , إلا أنه إعترف بشعور من الخذلان والإنكسار بخسارتهم الموصل قائلاً بالحرف الواحد “انتهى كل شيء”.
وعند سؤاله خلال اللقاء عن مصير بعض قادة داعش وأين هربوا إثر تحرير الموصل ولماذا تخلوا عن مقاتلي التنظيم المحليين, اقتصرت إجاباتُ أبو محمد إسناد على إيماءات أشارت بوضوح إلى مدى الانهيار الذي شهده داعش ليس فقط إثر خسارته الموصل أو ما أسماها بعد تحرير المدينة “أرضُ الخذلان” بل بوضع التنظيم أيضاً المنهار والمحاصر داخل معاقله الأخرى في العراق وسوريا.
وتحدث “أبو محمد إسناد” لـ”أخبار الآن” أيضاً عن التضييق الذي مارسه التنظيم على الحريات ومقدرات السكان ومصالحهم فكرِهَهُم الموصليون وابتعدوا عنهم على خلفية الإجراءات القمعية والجرائم التي كان يرتكبها قادةُ داعش القادمون من خارج العراق منذ احتلالهم الموصل.
وتحدث هذا الإرهابي عن أسباب كره الموصليين لداعش وقادته ومقاتليه منذ بداية احتلالهم المدينة , مؤكدين أن الناس كرهوا إجراءات القمع والقتل المستمر دون سبب كاف, قائلاً: “أهل الموصل يكرهوننا منذ أن دخلنا مدينتهم والآن كلُ شيءٍ انتهى”.
بهذا الخذلان والانكسار عبر القيادي في داعش المعتقل لدى الجيش العراقي عن واقع التنظيم لاسيما بعد أن خسر كبرى مدن دولة خلافته المزعومة وهي الموصل عاصمته الرمزية التي كانت تشكل 70% من مناطق نفوذه في العراق , إلى جانب خسارته أكثر من 50% من معاقله في سوريا.
وأضاف أبو إسناد: “كان قادة داعش يقولون أنهم قادمون لتخليص مقاتليهم من هجوم القوات العراقية لكن اتضح أن كل شيء انتهى” وتحدث عن أسباب خسارة داعش الموصل وكيف كره الناس وجود التنظيم , قائلاً ان “ديوان الأمنية في داعش قتل الكثير من الناس في الموصل ظلماً , والأمر خرج عن السيطرة بعد اتساع أعمال القتل من قبل العناصر المنتمين لديوان الأمنية”.
وعلى السؤال عن أهم الممارسات القمعية التي كان قادة تنظيم داعش الإرهابي يمارسونها ضد الأهالي التي تسببت بهذا الكره قال أبو إسناد: “كنا نعتقد أن دخول داعش إلى الموصل جلب الحرية للأهالي , لكن ما حدث كان العكس حيث كانت الإجراءات وممارسات قادة التنظيم تعسفية وتضييقاً على المواطنيين”.
وتابع أبو إسناد: “كان هناك قرار يشترط على منتسبي الجيش والشرطة “التوبة” حتى يأمنوا على حياتهم في الموصل غير أن قادة التنظيم لم يلتزموا فقتلوا التائبين ومن بينهم أقربائي”.
ويؤكد هذا اللقاء مدى الضرر الكبير الذي ارتكبه داعش ضد تاريخ الموصل وأهلها الذين كشفوا خديعة هذا التنظيم ومآربه الإرهابية بعد أيام قليلة من احتلاله مدينتهم للتحكم في مقدراتها.